الأحد، 24 أبريل 2022

كنت لوحدي

 

كنت لوحدي!

كنت لوحدي! نعم هكذا بدأت حياتي الكتابية، حينما أقنعني أحد الأشخاص، وكان هذا الشخص هو معلمتي بالثانوية، حينما قالت لي ذات يوم، بأنَّ لدي موهبة الكتابة، في حين أنني لم أكن أؤمن في تلك المرحلة، أنَّ الكتابة هي موهبة، باعتقادي أنَّ الجميع قادر على الكتابة، وبعد ممارستي للكتابة اقتنعت بأنَّ الكتابة هي حقًا موهبة، ومنذ أن تخرجت انطفأ ذلك الضوء، وعدت وحيدة لم يكن هناك من يصحح لي أخطائي الكتابية (الإملائية، والنحوية) لم يكن هناك من يرشدني إن كانت أفكاري صحيحة أو خاطئة، وبطبيعة الحال وبصفتي شخص مبتدئ، لم أصارح أحد بموهبتي الكتابية ولا حتى عائلتي، إلا بعد فترة من الزمن، اكتشفت عائلتي بأنني أكتب. ولكن لم يكن لأحد علم عن ماهية الأشياء التي أكتب عنها، هل هي قصص؟ أم روايات؟ أم مسرحيات؟ أم ماذا؟ لم يكن هناك أحد يعلم بأن ما أكتب عنه هو ما يمس القضايا الاجتماعية، يتخللها قصص وأحداث واقعية، عائلتي علمت صديقاتي علمن بأنني أمارس الكتابة، وبعض صديقاتي علمن بالمحتوى الذي أكتبه، لكن ما الفائدة وأنا لا أجد من يصحح لي وينقح لي ما أكتبه؟! دخلت الجامعة وتخصصت، في حين تخصصي كنت أخشى إن عرضت كتاباتي على أحد قد تسرق، وحينما عرضتها على إحدى الدكتورات في البريد كنت أخشى أن تسرقها وتنسبها لنفسها، فتوقفت ولم أعد أرسل كتاباتي، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يترك عبدًا يعمل بكد، وجهد، وإخلاص، وشقاء يضيع تعبه فأرسل لي إنسانًا، هذا الإنسان في كل مرة أقابله فيها أشعر بالطمأنينة، والسكينة، والراحة، ما لا أشعره عند أحد، أتحدث معه بكل أريحية، لدرجة أنني ذات مرة عرضت عليها كتاباتي وأنا أشعر بطمأنينة لم أشعر بها قط، وناقشتها فيما أكتبه، حتى أنني أرسلت لها كتابي كاملًا للتطلع عليه قبل نشره، وهذه الحركة لم أتجرأ على القيام بها من قبل مطلقًا، فأدركت حينها أنَّ الله سبحانه وتعالى قد وضع لي من يدعمني ويزيل عني تلك الظلمات التي قد أحاطت في طريقي، ليبدلها بنور، وبصيرة، نعم هذا الإنسان هو من نفس قسمي ومن نفس الجامعة التي أدرس فيها، في الوقت الذي كنت أشعر بأنَّه من المستحيل ان أثق بأحد، وثقت بهذه الإنسانة، ولم أخطئ مطلقًا حينما وثقت بها، ومن الأدلة على ذلك:  أنها كانت السبب الأساسي في إنشائي لهذه المدونة، نعم! لقد شجعتني على فتح المدونة ؛ لأنشر فيها ما أكتبه. 

وإني لأرجو أن تسمح لي بأن أصرح عن اسمها، لأنَّها حقًا وصدقًا تستحق كل خير، وأن يسطر اسمها بماء من ذهب، ليس فقط في هذه المدونة، وإنَّما أيضًا في كل ما أقوم به، لأنني لم أكن لأقدم على خطوة أيًا كانت لو أنها لم تشجعني لأخطو لها. 

هذه الإنسانة أقدمها بكل فخر هي : " دكتورتي العزيزة: زكية الحارثي" التي قد وضعها الله في طريقي، وأنار طريقي بنورها، وأزال عني الظلمة، والوحدة، وأصبحت خير معين لي على الطريق الذي سلكته، أعي تمامًا بأنَّ الدرب بات أكثر صعوبة، ولكن لم ولن أخشى شيئًا ما دام الله معي ومن ثم ما دامت هي تدعمني وتمسك بهذه اليد.

أهدي هذا المقال للدكتورة العزيزة: زكية بنت عوض الحارثي                 

بقلم: نور نعساني   

الجمعة، 22 أبريل 2022

ساعة صارخة

 

ساعة صارخة

نحن في زمنٍ تتسارع في الاختراعات، والعلم يتقدم يومًا بعد يوم، ولكن أسأل نفسي دائمًا، لماذا لم يخترع الإنسان شيئًا يحفظ به وقته.

أنا على يقين بأن الإنسان لا يمكنه إيقاف الزمن، ولكن أنا على يقين أنه قادر على أن يحفظ وقته من الضياع.

وهذا ما جعلني أفكر باختراع، وقد أطلقت عليه الساعة الصارخة، هذه الساعة عادية جدًا من ناحية الشكل، أما من النواحي الأخرى فهي أبدًا ليست عادية، لماذا؟ لأنَّ هذه الساعة لست أنت من تتحكم بها، بل هي من تتحكم بك، فهي ستصرخ عليك، إن أطلت بالنوم، وأخذت أكثر من حاجتك، ستصرخ عليك إن أنت أضعت وقتك بمشاهدة فلم، أو مثلًا أطلت الجلوس أمام شاشة التلفاز، أو أمام شاشة الهاتف المحمول.

وأكثر ما يميز هذه الساعة، هو ذاك الصوت المزعج الذي لديها؛ لأنها لن تصرخ عليك لمدة دقيقة أو دقيقتين، كلا، فهي ستبقى تصرخ عليك إلى أن تترك الذي بيدك، وتنهض للدراسة، أو لإتمام عملك، وكلما تأخرت أكثر، كلما زاد صراخها وإزعاجها لك، فهي تحرص على وقتك وعلى كل ثانية تمر بها من وقتك، ناهيك عن الدقائق والساعات الضائعة، بغير فائدة.

حسنًا في الحقيقة هذا ما أتمناه ولكن:

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه                             تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

وأنا لست بمخولة على ابتكار مثل هكذا ساعة، فأنا أعرف قدراتي جيدًا، وأعلم بأنه من الاستحالة علي صنع ساعة كهذه.

ولكنني قادرة بعون من الله على أن أجعل المرء لا يضيع دقيقة من وقته دون فائدة تعود بالنفع عليه أو على مجتمعه.

فلا يعقل مثلًا أن يضيع عمر الإنسان وزهرة شبابه كلها أو معظمها في لهوٍ ولعبٍ، وأنا أقول عمره؛ لأن كل دقيقة تمر من وقتك هي جزء من عمرك، فأنت الآن لديك القوة والقدرة على النهضة بالأمة الإسلامية وإفادة مجتمعك بكل الطرق الممكنة، فلا يأتي يومٌ تنظر فيه إلى صفحة إنجازاتك فتراه فارغةً مفرغة وكأنك ولدت في توك.

وعندما يسألك شخص ما لماذا لم تنجز تكن حجتك، لم يكن لدي وقت.

لم يكن لديك وقت!! طوال العشرين سنة أو أربعين سنة التي عشتها، لم يكن لديك وقت لإفادة مجتمعك! لتعليم الصبية القرآن! ولنشر الدين الإسلامي! لم يكن لديك الوقت لدراسة لغة جديدة أو الإبحار في هذا الكون! لم يكن لديك الوقت لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها! ودراسة تاريخ المسلمين!

أين ضاع وقتك؟

لقد صدق أفضل المرسلين وآخرهم عليه الصلاة وأفضل التسليم حينما قال: "نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ."

[ الراوي ابن عباس، المحدث صحيح البخاري، خلاصة حكم المحدث صحيح، رقم الصفحة: ٦٤١٢ ].

وقد صدق من قال:

"الوقت" من ذهب إن لم تدركهُ ذهب.

"الوقت" كنز إن ضيعتهُ ضعت"

"الوقت هو المادة الخام للحياة."
"إضاعة الوقت" أشد من الموت؛ لأنّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
"الوقت" عدو مُجتهد لا يقتلهُ إلّا كل مجتهد.
"الوقت" كالسيف إن لم تقطعهُ قطعكَ.

"الوقت" مُعلم من لا مُعلم لهُ.

ولا زلت أتذكر تلك المقولة التي كانت معلقة في إحدى دور تحفيظ القرآن تلك المقولة:

 دقات قلب المرء قائلةً له: "إن الحياةَ دقائقٌ وثواني، فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها، الذِكرُ للإنسان .. عُمرٌ ثانٍ !"  

فلا تضيع وقتك بالعبث، فما زال المستقبل أمامك.

بقلم: نور نعساني 


الخميس، 21 أبريل 2022

خلف الأفق

 

خلف الأفق

هل وصلت يومًا إلى القمة، وسألت نفسك وماذا بعد القمة؟ أو وأنت تسير على السلم النجاح توقفت، وسألت وماذا بعد النجاح؟

حياتنا بنيت على أهداف وطموحات وهذه الحقيقة، فنحن دائمًا ما نبحث عن سبب يدفعنا للمضي قدمًا، ومواصلة هذه الحياة. قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}سورة البقرة الآية: (٣٠) ولكن هل سألنا أنفسنا ماذا بعد الهدف؟ ماذا سنفعل ما إن نحن وصلنا للقمة؟ هاك ما نشرته جريدة عكاظ، بعنوان: " ماذا بعد تحقيق الهدف" للكاتبة: ابتسام حلواني.

تقول الكاتبة: 

" بعض الناس.. ليس له هدف في هذه الحياة.. فهو يعيش يومه وأمسه وغده بالطريقة نفسها، يترك كل شيء للظروف.. يتقبل ما يأتي به الزمان وقد يرفضه في قرارة نفسه لكنه لا يعترض ولا يأبه كثيرًا، بعض آخر.. لديه أهداف وتطلعات، لكن أهدافه الآنية تفرض وجودها وتضيق عليه فرص البحث عن الطريق نحو الأهداف البعيدة، كالإنسان الذي تشغله هموم توفير لقمة العيش الكريم لأسرته عن إكمال دراسته مثلًا أو عن التغرب من أجل منصب وظيفي يتمناه أو غير ذلك.
فئة أخرى من الناس، يضع أفرادها نصب أعينهم وربما منذ الصغر أهدافًا بعيدة المدى، يفكرون فيها ويحلمون بتحقيقها، يجاهدون في محاولة الوصول إليها، وقد يشتد الحماس ببعضهم لدرجة يتنازلون فيها عن بعض مبادئهم حيث تتقاذفهم الأيام والليالي بين شد وجذب حتى يحققوا أهدافهم بطريقة أو بأخرى. 
هذه الأهداف عمومًا، غالبًا ما تكون شهادة دراسية عليا، أو منصباً وظيفياً ،أو مركزاً مالياً ،أو اجتماعياً مرموقاً، حيث ينظر الناس إلى أي واحد منها كحلم بعيد المنال ويجدون في السير إليها حتى يبلغوها طال بهم الزمان أو قصر فماذا بعد؟ هل يكتفي الفرد وقتها بالوصول إلى هدفه ويرتاح وتهدأ نفسه؟
أتصور أن الإجابة هنا غالبا ما تكون بالنفي فمن بلغ رغبته من المال تغريه نفسه بالاستزادة منه والمجاهدة في سبيل ذلك، كما أن من يسعى إلى الحصول على منصب وظيفي عال مثلا ويستخدم في سبيل ذلك جهده ووقته وعلاقاته لا يكف عن التفكير في ترقية أكبر ومنصب أعلى، لذا تجده يتحرق شوقا للظهور عل الأنظار تلتفت إليه وتأخذه إلى وظيفة أكبر وهكذا. إذن لا يعني الوصول إلى الهدف عند الكثيرين نهاية المطاف، بل تتعود النفس السعي نحو أهداف أخرى أكبر وأعم، فلا تهدأ حتى تفارق الدنيا أو تغلبها الظروف والمواقف.
ينسى الإنسان وهو يسعى بحثًا عن تحقيق أهدافه أن ذلك الهدف كان مجرد حلم، لذا فإن عليه أن يستمتع بتحقيقه خاصة إذا كان هدفًا إيجابيًا وكان السعي إليه مشروعًا.. ينسى أن يشكر الله عز وجل على إكرامه له ببلوغ غايته التي كانت صعبة المنال.. يفوته أن يعيش اللحظة ويستمتع بجمالها، بل إن البعض ينسى كل شيء عدا رغبته الجديدة التالية وتحرقه للوصول إليها.. وهكذا.. فما هي قيمة وضع الإنسان لهدفه وتخطيطه للوصول إليه إذا كان لا يشعر بقيمة تحقيقه ولا يفرح ببلوغه؟
أنا لا أقول أن على الإنسان أن يتكاسل أو يتوقف أو يقتل الطموح داخل نفسه لكنني أتمنى أن يلتقط أنفاسه ويستمتع بما بلغه، أن يفيد نفسه ومن حوله بما حققه، أن يشعر بالسكينة والسلام وأن يسخر في الوقت نفسه ما وصل إليه في مساعدة الآخرين على الوصول. مشكلة الكثيرين منا أنهم ينسون ما كانوا عليه قبل تحقيقهم لأهدافهم فيفوتهم أن يشعروا بالفرق، وقد يتحولون إلى أعداء لأنفسهم وللآخرين فيصبح تحقيق الهدف وبالا عليهم وعلى من حولهم.
يستطيع الإنسان ببعض التأمل والتفكير المتزن وبعد الاستعانة بالله أولا أن يحدد وسيلة الوصول إلى هدفه بالجد والعمل الذي لا يفقده احترامه لنفسه، فإذا ما وصل حق له أن يفرح بما حقق، وأن يعزز هذا الفرح بالمزيد من التفاني في تحقيق أحلام من حوله قدر استطاعته. الدنيا ليست ساحة حرب نظل نقاتل على أرضها طول الزمان.. علينا أن نلتقط أنفاسنا وأن نحمد الله على ما حققنا قبل أن نعاود الركض، فلا قيمة لأي هدف إذا لم يؤد تحقيقه إلى بث الرضا والقناعة والامتنان في نفس الإنسان".

وبالختام تذكر أيها الإنسان، أنَّ الحياة ليست معركة، لذلك عليك أن تستمتع في كل لحظة تقضيها وأنت تحقق هدفك، ولكن تذكر أن وصولك للهدف الذي وضعته، ليست النهاية، بل هي بداية لهدف أكبر، وبداية لقصة بطل جديد، بطل قد جعل من تحقيق أهدافه قصة 

مغامرة يرويها الكبير قبل الصغير.

 

  بقلم: نور نعساني 

 

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

ماذا بعد الشهرة؟

 

ماذا بعد الشهرة؟

أكثرنا نحن البشر نطمح للشهرة، والمال، بل بعضنا مستعد بأن يفعل المستحيل من أجل الوصول إليهما، بغض النظر عن الوسيلة، فبعض البشر يبعد وازعه الديني لأجلهما، ولكن حينما نرى أنفسنا أننا قد حصلنا عليهما، في حين أننا تخلينا عن مبادئنا، وعن ديننا، وعن إنسانيتنا وعن عقلنا، وعن أهلنا وأصدقاءنا، وفضحنا شرفنا، ماذا بعد ذلك كله؟ ما الذي جنيته وما الذي خسرته؟ صحيح بأننا جعلنا من اسمنا صيتًا، وكسبنا كل نفيس وغالي، ولكن هل هذه هي الحياة؟ لا والله إنها الجحيم بعينه. في هذه الحياة التي أعيشها، رأيت نوعين من المشاهير، نوع يهمه مصلحة العامة، ومصلحة المسلمين، والنوع الآخر همه فقط كسب المال بشتى أنواع الطرق، وكلا الطرفين كان هناك من يؤيده وهناك من يعارضه، وكان على هؤلاء المشاهير الصبر على هؤلاء الناقدين، وكان كلا الطرفين بعضهم من يرد على هؤلاء الناقدين، ومن يتركهم في حال سبيلهم. ولكن وللمصداقية الاختلاف بين هؤلاء المشاهير، أن الأول استعمل شهرته، لإيصال المنفعة للأمة الإسلامية، يتطرق إلى الدين والتذكير بالآخرة، ومنهم من يتحدث عن المشاكل الاجتماعية، ومنهم من يسخر شهرته، في سبيل وظيفته، فترى الطبيب مثلًا وهو مشهور على قناة من قنوات التواصل الاجتماعي، يتحدث عن أمراض القلب، أو أمراض القولون، وعن أسبابها، وكيفية الوقاية منها، ونادرًا ما يتطرق هؤلاء عن حياتهم الاجتماعية، أو الأسرية، في حين لو نظرنا إلى الطرف الآخر، فحياتهم الاجتماعية والأسرية يعرفها الصغير والكبير، فمن منَّا لا يعرف مثلًا أن هذه الممثلة مطلقة، أو مثلًا هذه الفتاة قد تبرأ منها والدها، ورفعت قضية على والدتها، أو مثلًا هذه الفتاة تعرضت للتعنيف الأسري، وعندما بلغت سن الرشد خرجت من منزلها، أنا لا أقول من المعيب التحدث عن الحياة الأسرية، والحياة الاجتماعية، ولكن أن تصبح هذه القصص بمثابة ترويج والحصول على المشاهدات، وتصبح وسيلة للتكسب، فوالله إنَّ هذا الأمر لا يستحق، نعم الحياة لا تستحق مننا أن نشوه سمعة عائلتنا، أو سمعة والدينا، من أجل بضعة دراهم، تفرحنا اليوم، وفي الآخرة نتذوق الجحيم بسببها.

 قال تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)}[1]

ولو تمعنَّا في هذه الآية لوجدنا، أنَّ هذه الآية، ليست محصورة على الشعراء فقط، بل على المغنيين، وعلى الممثلين، وعلى كل من لديه جمهور، ولا يتقي لله بهم، فيروج لهم كل بذيء، وقبيح، وكل فكرة ضالة، وكل عمل فاسق، من الممثلين اليوم، يذكر جمهوره بأن له بأنَّ لكل إنسان في هذه الحياة، دور وعليه أن يتقي الله بدوره؟ لا أحد لأن همهم الوحيد كسب المال، وعيش الرفاهية، وأن يسطع اسمه.

والله إنَّ الشهرة سلاح ذو حدين، وسلاح خطير، لأنَّك كل ذنب ترتكبه، سيقلدك المعجبين وبالتالي ستكون أنت قد حملت وزر نفسك، ووز من قلَّدك، ولكن لو أنت فعلت أمرًا حسنًا وقلدَّك الآخرين، ستكون حملت أجرك وأجر من قلَّدك منهم؛ لذلك ونصيحتي لكل من يقرأ هذا الكتاب، هو أنَّك إن أردت أن ترتكب خطيئة أو إثمًا، فارتكبه دون المجاهرة به؛ لأنَّك وإن لم ترد التوبة منه على الأقل حملة وزره فقط، ولم تحمل أوزار قومًا آخرين، وبالتالي ستكون عقوبتك أخف، وانتبه لما تقوم بنشره وإذاعته بين جمهورك، لأنَّ إثمك سيكون خطيئة جارية إلى يوم القيامة، كل من يشاهد عملك، ويعجب به ويتأثر به، أو حتى لم يعجبه ولم يتأثر به حملت وزره، فيأتي يوم الحساب، وتصدم بكمية السيئات التي ألقيت بها على نفسك، وستندم على ذلك في وقت لا ولن ينفعك الندم.

أيها الأخوة والأخوات تذكروا دائمًا " أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"؛ وحاسبوا أنفسكم اليوم قبل الغد؛ لأنه لا أحد يعلم متى قد يحين أجله.

بقلم: نور نعساني 

 



[1] ) سورة الشعراء من الآية 244إلى آية 227

  عوض الله ما زالت ذكريات تلك الأيام في مخيلتي، تلك الأيام التي كنت قد وضعت ثقتي بأحدهم، فلم تمض الأيام إلا وقد خُذلت، مددت يومًا يدي لأحد...