الجمعة، 20 مايو 2022

 

إعلاميون[1]

ماذا تعرف عن هذه الفئة من البشر؟ هذه الفئة التي قد لا نعطيها حقَّها في الحديث عنها، نتحدَّث عن التكنولوجيا والتقنية، ونقول أنَّها السبب في جعل عالمنا قرية صغيرة، وأنَّ من خلالها تمكنَّا من معرفة آخر ما توَّصل إليه الإنسان، أو معرفة أحوال الشعوب، متناسين بذلك فضل من يقومون بتوصيل تلك الأخبار لنا، وكأنَّ هذه الآلات هي التي صنعت نفسها بنفسها، أو هي التي تقوم بإيصال لنا تلك الأخبار! ومن هذا المنطلق سأطرح سؤالًا ما فائدة التكنولوجيا دون الفئة البشرية؟ كيف للأخبار أن تصل إلينا دون تلك الفئة التي نطلق عليها "إعلاميون" هذه الفئة التي تنقل لنا الأحداث معرضةً حياتها للخطر، فالأجل أن تتأكد من خبرٍ ما تنطلق مودِّعة أسرتها، معرضةً نفسها للخطر، فحينما يصل خبر لها أنَّ هناك بلد تمكنت من افتتاح مصنع جديد، أو مختبر جديد، ستنطلق هذه الفئة إلى المصنع، وهي تدرك أنَّها قد تتعرض للأشعة الخطيرة، أو أنَّها ستتعرض للكيماويات، غير آبهةً لما يحيط بها من الأخطار، مبدأها الأول "ننقل الحدث من قلب الحدث"، بعضنا ينظر لهذه المهنة أنَّها سهلة، لكنَّها أبدًا ليست بتلك السهولة، فهذه المهنة تكفي لخلق الألم في قلوب أسر من يقومون بهذه المهنة، فالصحفي أو الإعلامي ينطلق للمهمة التي وكِّلت له دون أن يغمض له جفن، راحلًا عن أسرته، لا يدري أيعود أم لا؟ تراه  في كل مكان؛ لينقل أحوال الشعوب التي تعاني، لنقل أحدث ما توصَّل له الإنسان، ينقل لنا ثقافات وعادات المختلفة للشعوب، كما ينقل لنا آلامها وأحزانها، يحارب مع الجنود مستخدمًا بذلك مكبر الصوت وسترته لا يوقفه شيء، هدفه الأكبر نقل الخبر، متناسيًا أنَّه قد يصبح الخبر نفسه، هذا المقال كتبته بعد أن حضرت مناقشة البحث لصديقة صديقتي، منها أحيطها علمًا بعظمة مهنتها، وكذلك بصعوبة الطَّريق الذي اختارته، وإن لم تكن بحاجة إلى من يذكِّرها بذلك.

في الختام أقول: يا سادة الكرام، لا تنسبوا الفضل كله للآلات، التي لا قلب لها ولا عقل، متناسين بذلك الفضل الأكبر وهم البشر الذين صنعوا تلك الآلات، وجعلوا للآلات فائدة عظمة بعد الله سبحانه وتعالى.

بقلم: نور نعساني     



[1] ) شكرًا لك على السَّماح لي بحضور مناقشة بحثك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  عوض الله ما زالت ذكريات تلك الأيام في مخيلتي، تلك الأيام التي كنت قد وضعت ثقتي بأحدهم، فلم تمض الأيام إلا وقد خُذلت، مددت يومًا يدي لأحد...